كيف نستخدم السرد القصصي في التسويق؟
كيف نستخدم السرد القصصي في التسويق؟
يقول “جون بيتس” الرئيس التنفيذي لشركة (Executive Speaking Success): “إن أعظم أداة للاتصال التي قدمتها لنا الطبيعة الأم، هي تلك التي تُصنع على الطاولة”. هذه الأداة، التي يشير إليها هي قوة السرد القصصي. ذاك الشكل الفني، المنتشر في كل ثقافة وفي كل مجتمع، يشرح جون بيتس السبب، فيضيف: “لأن أدمغتنا تُقدّر القصص أكثر من أي شيء آخر.”. فالقصص من الأشكال المُلفتة سهلة الاستيعاب والقابلة للمشاركة، والتي تبقى عالقة في ذهن القارئ أكثر من أي نوع آخر.
تشير إحصائية لـ One Spot إلى أن 92٪ من المستهلكين، يريدون أن تجعل العلامات التجارية إعلاناتها تشبه القصة. تطرقنا في حديث سابق إلى أهمية السرد القصصي في التسويق وبناء العلامات التجارية، سنتعرف اليوم على، استراتيجيات استخدام السرد القصصي باحترافية. فالعملاء على سبيل المثال، لا ينفقون سوى 37 ثانية في المتوسط على كل مقال، فإذا لم يسرد محتواك قصة مثيرة للاهتمام، ستكون قد فقدت انتباه القارئ على الأغلب. لذا من الضروري أن تتأكد من أن رسالتك تجذب انتباههم منذ البداية. فكيف تستخدم السرد القصصي بطريقة احترافية؟
حدد الجمهور المستهدف
تحدد الجمهور المستهدف، يعني أن تختار المستهلكين الذين ترغب في بيعهم ما تقدمه، وأن تحولهم إلى عملاء من خلال قصة جذابة. لا يمكن تقديم قصة مُحكمة دون أن يكون لديك فكرة واضحة عن الجمهور، الذي ستتوجّه إليه بقصتك. فكلما كان الجمهور محددًا بدقة أكبر، كانت فرص أن يشارك المستهلكون المستهدفون المحتوى الخاص بك مع شبكاتهم الاجتماعية أفضل.
تعد شركة Airbnb، من أشهر العلامات التجارية التي تستخدم السرد القصصي في التسويق. وهي شركة عالمية، تدير سوقًا على الإنترنت يقدم خدمات الضيافة، إذ تتيح للأشخاص تأجير أو استئجار أماكن للسكن، في أي مكان في العالم. وهي بذلك تستهدف الأشخاص الذين يمتلكون منازل في أي مكان يرغبون في تأجيرها والمسافرين الذين يقصدون تلك الأماكن.
تُظهر Airbnb في قصصها دومًا، كيف أن التواصل مع الآخرين مهم، وكيف تجعل علامتها التجارية ذلك ممكنًا وسهلًا بالنسبة لكل من أصحاب المنازل والمسافرين الذين يرغبون في استئجارها. تتبع الشركة في ذلك نهجا يُحيي العلاقات الإنسانية، ويثبُتَ أنه مثالي للعلامة التجارية.
اختر قصة ذات صلة
ما هو المنتج الذي تبيعه؟ أو ما هي الخدمة التي تقدمها؟ لا يمكن أن تقدم قصة عن علامتك التجارية ليس لها علاقة بما تقدمه. اختر قصة ذات صلة، فكر في القصة من وجهة نظر الجمهور، وتأكد من أنها تتعلق برسالتك. لأنك إذا اخترت قصة غير ذات صلة، مهما كانت جذابة ومرحة أو غير عادية، سوف تشتت انتباهك عن رسالتك، ولن يساعدك السرد القصصي في إرساء قيم العلامة التجارية.
“إن القصص التي نحكيها، تصنع العالم حرفيًا. إذا أردت تغيير العالم، فأنت بحاجة إلى تغيير قصتك، هذه الحقيقة تنطبق على الأفراد والمؤسسات”. مايكل مارغوليس
يجب أن يكون الغرض من القصة، واضحًا وملائمًا لرسالة شركتك. احرص على ضبط اللغة التي تستخدمها، والتفاصيل التي تتضمنها، لكي تتكيف القصة مع اتجاهات الجمهور، واحرص على التأكد من فهم الجمهور لها.
ففي عام 2013 وكجزء من حملة (Dove Campaign for Real Beauty) للتسويق. أنتجت شركة Dove -المتخصصة في مواد التجميل- فيلمًا قصصيًا قصيرًا تحت عنوان “الجمال الحقيقي”، حقق الفيديو نسب مشاهدات مرتفعة، وأصبح الأكثر انتشارًا على الإطلاق بعد تحقيق 114 مليون مشاهدة خلال شهر واحد.
لم تستهدف قصة الفيديو، الجمهور الأصلي للشركة فقط، وهو جمهور “النساء”، بل قدمت محتوى ذا صلة بما تقدمه العلامة التجارية من مستحضرات التجميل. ركز الفيديو -بالتحديد- على تقديم قصص عن تصورات حقيقية للمرأة عن مظهرها، وتبايُن وجهات النظر تلك، مع نظرة الغرباء للنساء. كان الهدف من الفيلم هو أن يُظهر للنساء أنهن أجمل مما يعتقدن. لذلك استقطب الفيديو مشاعر مختلفة، مثل: العاطفة والدفء والسعادة. ووصفته صحيفة “ديلي تلغراف”، بأنه “أكثر الأفلام إثارة للتفكير ”، في حين قالت عنه “فوربس” أنه “قوي”.
استخدم العاطفة في السرد
سيساعد استخدام العاطفة في رواية القصص عن علامتك التجارية، في أنسنه علامتك التجارية. يحب الجمهور القصص العاطفية وإضفاء المشاعر الإنسانية على القصص التي ترويها. إذ تجعل العاطفة العملاء يشكلون علاقة قوية بعلامتك التجارية، ويتذكرونك لفترة طويلة.
“يمكن أن يكون لديك منتج رائع، لكن القصة المقنعة تضع الشركة موضع التنفيذ”. المستثمر ورائد الأعمال، بن هورويتز
اختر المشاعر الملائمة التي تريد أن يشعر بها جمهورك عندما يتعامل مع قصتك. هل ستكون مشاعر الدفء؟ السعادة؟ أم الإلهام أم التعاطف… إلخ. احرص على تضمين: التفاصيل والمعلومات والسيناريوهات في سرد قصتك، التي ستشجع جمهورك على الشعور بالطريقة التي تريدها.
قِس وتعلّم وطوّر أسلوبك القصصي
من الضروري أن تكون متسقًا، ولكن ذلك لا يعني أن تعيد النظر في خططك السابقة، وتقوم بتحسين القصة التي قصصتها من قبل. المفتاح لإحراز المزيد من التقدم، واستقطاب مزيد من العملاء، هو أن تضمن: التنويع والتطوير والتحسين دومًا. يجب أن يكون الهدف دائمًا هو تحسين قصة منتجك، وإضفاء مزيد من الوضوح والابتكار عليها. احرص على القيام بذلك مع وجود خطة جيدة وبيانات في متناول يدك. يمكنك القياس من خلال: تعليقات المستخدمين والاستبيانات وأدوات القياس في المنصات التي ستشارك القصة عليها، مثل: الوقت المستغرق في كل صفحة، ومتوسط نسبة المشاهدة.
السرد القصصي| قِس وتعلّم وطوّر
“رواية القصص، هي أعظم التكنولوجيا التي خلقها البشر على الإطلاق.” جون وستنبرج
ماذا أيضا؟
“رواية القصص، هي أقوى وسيلة لنقل هذه الأفكار.” مارك تروبي
لكي تنجح في كتابة قصة جذابة وملهمة، ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:
حدد هدفًا لعلامتك التجارية: تأكد من أن له هدف يتناسب مع احتياجات جمهورك.
تأكد من جمهورك مستعدًا: قبل أن تكتب القصة تأكد أن جمهورك على استعداد لسماع القصة، لتضمن أنهم سيستجيبون، ويتخذون إجراءً معينًا.
كن صادقًا في سردك القصصي: جزء مهم من كونك قاصًا رائعًا هو أن تكون قصصك أصيلة. لن تكسب ثقة جمهورك أبدًا إذا لم تكن صادقًا مع نفسك. سيتمكن العملاء من اكتشاف الأشياء غير الحقيقية التي ترويها، أو المبالغات التي تقوم بها.
حدد رسالتك: من المهم أن تكون القيم والرسائل التي ترغب في تمريرها ضمن القصة واضحة خلال السرد بشكل كامل.
حدد نوع القصة: هل تريد أن تخبر الناس عن نفسك، هل تريد نقل قيمة ما؟ هل تريد أن تنقل معارف وتثقّف جمهورك؟
اختر الشكل المناسب الذي ستشارك به قصتك: يمكن دمج القصص مع كل أشكال المحتوى مثل: المقالات الفيديوهات، الإنفو جرافيك والكتب الإلكترونية… إلخ.
استخدم البيانات والأرقام والإحصائيات: لزيادة تأثير قصصك، يمكن أن يساعد سرد القصص المستند إلى البيانات، في بناء موثوقية ومصداقية لعلامتك التجارية
استخدم قصص العملاء: وذلك من خلال إعطاء أمثلة حقيقية عن كيفية استفادة الأشخاص من منتجك، بدلاً من أن تقول “منتجنا هو الأفضل” .
اكتب القصة: ضع العبارة التي تحث المستخدم على اتخاذ إجراء، ثم شاركها.
ما هي أهمية السرد القصصي لزبائنك، موظفيك، منافسيك؟
قصص الزبائن وتجاربهم مع منتج أو خدمة معينة، من أكثر المنشورات انتشارًا بالشبكات الاجتماعية والمدونات والمجلات الإلكترونية. قصة ينشرها عميل لديك عن سوء تعامل الدعم الفني، قد تكلفك خسارة عملك وشركتك. قصة ينشرها عميل آخرعن مدى أمانة شركتك وجدية ما تقدمه، قد يرفع من مكانتك بالسوق بشكل لا تتوقعه. لذلك يجب على كل من يعمل بشركتك أن يعمل على إيصال تلك القصة، بكل ما تحويه تلك الكلمة من معنى.
أهدافك وتاريخ شركتك، قد يعمل كحافز كبير لأي موظف جديد بالشركة، مما سيزيد من إنتاجيته وحماسه كل يوم ليصبح جزءًا بشكل أو بآخر من قصة شركتك. خبر من هنا بترقية موظف كفء، قد تؤثر إيجابًا بالموظفين الآخرين. وخبر من هنا عن تكاسل بعض الموظفين، قد يبث بين الموظفين التواكل وعدم العمل بجدية.
عندما تصبح قصة شركتك قوية ومترابطة، تحمل هدفًا سامٍ، فإن منافسيك سيقدرون مكانتك حتى ولو كانوا ضدك. مكانتك بينهم على قدر اهتمام جمهورك وعملائك بالقصة التي ترويها في كل ما تفعله من: دعم فني جيد، لمنشور تنشره بمدونة الشركة الرسمية، فعاليات، إلى دعم مجتمعي وأعمال غير ربحية.
باختصار، فإن قصتك هي ما تصنع مصيرك، ويجدر بك الآن أن تركز جهودك التسويقية لصنع قصة رائعة، يهتم بها كل من سمع مقدمتها، ويحمل قيمها كل من يؤمن بها.
شركات ناجحة استخدمت السرد القصصي بطريقة رائعة
شركة ألعاب الليجو : فيلم ليجو
نوهنا قليلًا من قبل عن استخدام 90 دقيقة من مشاهد، ومغامرات مسلية وممتعة، كتسويق عبر المحتوى قدمت بفيلم lego movie. فلا شيء أفضل من أن يستمتع الناس بالقصص والمحتوى المسلي. لكن طالما كان مجال الأعمال يعني بدفع الناس أموالهم مقابل شيء مفيد، فتخيل كم عدد الأطفال الذين شاهدوا هذا الفيلم، ليقرروا شراء ألعاب الليجو بعد انتهائه مباشرة.
إذا أردت نجاح عملك، فاسرد قصة شركتك بطريقة رائعة، وانس أمر المبيعات لأن المبيعات ستأتي تباعًا. إذا لم تستطع أن تسرد قصتك، ففكر في توظيف من لديه هذا المفهوم بدايةً الاهتمام بالتفاصيل، لرسم الصورة المجملة عند الجمهور بالنهاية.
هيونداي: رسالة إلى الفضاء
ستيفاني فتاة صغيرة -13 عام- أرادت أن ترسل رسالة إلى والدها رائد الفضاء، الذي يعمل بالمحطة الدولية. لكن هذه المرة بدلًا من إرسالها إلكترونيًا، حظيت ببعض المساعدة من شركة هيونداي، ليتم رسم رسالتها على الرمال بواسطة سيارات هيونداي Genesis، ويتمكن والدها من رؤية رسالتها وهو بالمحطة. بالطبع نالت الرسالة على رقم قياسي بموسوعة جينس لأكبر رسالة يتم رسمها بالرمال، بنهاية الفيديو يكتبوا رسالة قصيرة عن القصص يجب أن تتعلم منها.
دورك الآن لتخبر قصتك
من المهم الآن أن تبدأ في الاعتماد على إخبار القصص بالمحتوى الذي تسوقه: (قصص نجاح، تجارب عملاء سعداء، قصة موظف أمين. إلخ). إذا كنت تمتلك قصة جيدة من نجاح أو فشل بنّاء؛ فابدأ باستغلال الأمر على الناحية الأخرى، أبدأ باستخدام التفكير الإبداعي والتفكير خارج الصندوق، لتصل لقصص رائعة تسوق من خلالها لشركتك وخدماتك وأعمالك.
يمكنك البدء من هذه الأسئلة:
من هو جمهورك المستهدف؟
ما هي المواضيع الأكثر تشويقًا، والمرتبطة بمنتجك تستطيع استخدامها؟
كيف يمكن أن تحوّل هذه المواضيع إلى قصص معرفية، مسلية ممتعة؟
كيف يمكنك تقديم وإظهار فلسفة ومبادئ شركتك، بالقنوات التسويقية المختلفة؟
ما هي أفضل قصة تناسب عملك؟
في الأخير، لا يشتر العملاء في الغالب منك بناءً على ما تبيعه، بل لأن هناك سببًا تبيع لأجله. السرد القصصي يمنحك فرصة لعرض أسبابك بأكثر الطرق جاذبية ومتعة وابتكارًا. اكتب أجمل القصص مع أفضل كتاب المحتوى والقصص عن علامتك التجارية ومنتجاتك
اترك رداً
هل لديك أي سؤال او استفسار؟لا تتردد في المشاركة!